(المشاية) متى بدأوا مسيرهم؟
يرجح الباحثين بأن بداية (المشي) أو المسير على الأقدام كانت بعد استشهاد الامام الحسين (ع) عند وصول الصحابي الجليل جابر الانصاري (رض) لزيارة مدفن الأمام ولقد صادف وجوده مع ارجاع الرؤوس الشريفة المقطوعة من الشام الى كربلاء حيث الاجساد الطاهرة وكان ذلك في الاربعين من استشهاد الامام الحسين واهل بيته واصحابه (ع). يقول السيد (جعفر عبد الله) خطيب جامع في كربلاء: "كان يزيد بن معاوية قد أمر برد سبايا الحسين (عليه السلام) إلى المدينة، وأرسل معهم النعمان بن بشير الانصاري في جماعة، فلما بلغوا العراق قالوا للدليل مُر بنا على طريق كربلاء، وكان جابر بن عبد الله الانصاري وجماعة من بني هاشم ورجال من آل الرسول (ص) قد وردوا لزيارة قبر الإمام الحسين (ع)، فبينما هم كذلك إذ بسواد قد طلع عليهم من ناحية الشام، فقال جابر لعبده: إنطلق إلى هذا السواد وآتنا بخبره، فإن كانوا من اصحاب عمر بن سعد فارجع الينا لعلنا نلجأ إلى ملجأ، وإن كان زين العابدين (ع) فأنت حر لوجه الله تعالى، فمضى العبد فما اسرع أن رجع وهو يقول: يا جابر قمْ واستقبل حرم رسول الله (ص)، هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته وأخواته، فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكشوف الرأس إلى أن دنا من الإمام زين العابدين فقال الإمام: أنت جابر؟ فقال: نعم يابن رسول الله، فقال : يا جابر ها هنا واللهِ قُتلت رجالنا وذُبحت أطفالنا وسُبيت نساؤنا وحرقت خيامنا. ومنذ ذلك الحين اصبحت هذه المسيرة تقليدا لدى محبي آهل البيت (ع) استذكارا لمسيرة السبايا من آل النبي من الشام الى كربلاء , ولاتخلوا هذه المسيرة من اهداف سياسية ودينية , سياسية حيث انها تعتبر رفضا قاطعا للباطل بكل اشكاله وفي كل العصور وتمجيدا وتعظيما واضهارا للحق في كل الازمنه , اما الهدف الديني فهي تعتبر تقربا واطاعة لرسول الله كما جاء في القرآن الكريم ( قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) وايضا رجاءا لنيل شفاعة النبي واله )ع)".